يقدم هذا العرض مجموعة المتحف من المنمنمات والخط العربي التي كانت في يوم من الأيام جزءاً من ألبومات العهدين الصفوي والمغولي. وتكشف القطع النقاب عن رحلة الصقل الفني التي خضعت لها فنون الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا على مر القرون. وهي تمكننا من فهم أهمية اقتناء الفنون الإسلامية على مر التاريخ والطريقة التي تشكل بها هذا الجانب من متحف الفن الإسلامي.
ترجمة كلمة "ألبوم" باللغتين العربية والفارسية هي "مرقّع" وتعني شيئاً تم ترقيعه، وتستعمل كنوع من التشبيه أو الاستعارة للتشكيلات السماوية ومجموعات النجوم، أو ربما تشير إلى أثواب الدراويش المرقّعة.
تشمل التسمية أيضاً التجاور الأنيق للنصوص الخطية والصور التي كانت تُجمع معاً وتلزّم داخل مجلدات بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر. يضم معرضنا اليوم صفحات متفرّقة من هذه المجلدات.
يمكن التعرّف على ثقافة تذوّق الفنون وطرق الاقتناء في البلاطات الملكية في بداية العصور الإسلامية الحديثة من خلال دراسة طرائق جمع المجلدات أو ما يُسمى بالمرقعات. أما الاختيار الدقيق للخطوط والرسوم والاستمتاع بهذا التفاعل بين الكلمة والصورة، اللون والتركيب، والاعتراف بمهارات الفنانين وتقديرهم فإنما يلقي الضوء على الثقافات الفنية للبلاطين الصفوي والمغولي.
كان التكليف بصنع المرقعات وجمعها يظهر الطريقة التي وُظّف فيها الفن لتعزيز الشرعية السياسية والثقافية. انتقلت أساليب الاقتناء الملكية المتعلقة بجمع المرقعات من البلاط التيموري في هرات إلى إيران الصفوية ومنها إلى المغول في الهند، كما تبنى الإنجليز لاحقاً هذا الأسلوب في تشكيل مجلدات تضم الصور واللوحات. نتيجة لأهميتها في تاريخ الفن الإسلامي وأصولها المتميزة تعتبر صفحات المرقعات المتناثرة هذه جزءاً ثميناً من مقتنيات متحف الفن الإسلامي.