وجوه المغرب: الطبيعة والمجتمع
تتمتع المملكة المغربية بالتنوع السكاني والتراث الثقافي والأهمية التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة، وتقدم لوحة زاخرة بالألوان للمصورين الذين يحاولون التقاط جوهر الحياة فيها. يعرض هذا القسم أعمال بعض المصوّرين المشهورين مثل إيرفينغ بن، وبرونو باربي، وهاري غرويارت، ولفنانين مغاربة معاصرين مثل للا الصعيدي، ومنير راجي، وموس المرابط. التصوير الفوتوغرافي ليس وسيلة للتوثيق البصري فحسب، بل هو قناة لنقل الثقافة أيضاً، حيث تتشابك المناظر الطبيعية والأشخاص ليشكلا معاً شهادة بصرية تسرد قصة المغرب النابضة بالحياة.
روح المغرب: ملوك، أولياء ومفكرون
هناك تشابك عميق بين الإسلام والسلطة في المغرب، حيث يشكلان معاً القصة السردية التاريخية للبلاد وهويتها الروحية وممارساتها الدينية. السلالة الإدريسية (788-974م)، هي أول سلالة مسلمة حكمت المغرب، ومنذ ذلك الحين لم يحكم المغرب سوى ملوك يتحدرون من نسل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بما في ذلك الملك الحالي صاحب الجلالة محمد السادس. يميز هذا النسب النبيل التراث الثقافي والمعماري الغني للمغرب والشعور الدائم بالتقوى والانتماء الديني. كانت المراكز الدينية، كالمساجد والمدارس التي تم تطويرها في فاس ومراكش، تُبنى لتكون مراكز روحية تعزز التعلم والمشاركة المجتمعية والتقدم العلمي والفكري الكبير.
الإيمان والسلطة في المغرب
إن أضرحة الملوك مثل ضريح مولاي إدريس الثاني في فاس، ومقابر السعديين في مراكش، ومقبرة شالة في الرباط، تشهد على الترابط التاريخي والديني العميق للمغرب حتى يومنا الحاضر. هذا القسم يلقي الضوء على مجموعة من القطع الفنية والصور الفوتوغرافية التي توضح أهمية المدافن الملكية التي شُيّدت بتكليف من الحكام، والبراعة الحرفية التي وُظّفت في بنائها.
فاس، المدينة الإمبراطورية
كانت فاس أول مركز تاريخي لتلقي العلم والمنح الدراسية في المغرب. ويُعرف مسجد وجامعة القرويين الشهير (أسسته المرأة المسلمة فاطمة الفهرية عام 859م) كأقدم جامعة في العالم لا تزال تعمل منذ افتتاحها إلى اليوم. تضم المدينة القديمة بعضاً من المباني التاريخية الأكثر شهرة في المغرب، مثل مدرسة العطارين التي تعود للقرن الرابع عشر الميلادي ومدرسة البوعنانية. تُظهر القطع المعروضة في هذا القسم أهمية الإنجازات المعمارية والفنية والفكرية في فاس والاستمرارية التاريخية والدينية التي بدأت في القرن التاسع ووصلت إلى القرن التاسع عشر الميلادي فساهمت في تشكيل هوية المغرب.
معارف المغرب وإنتاج المخطوطات
لعب المغرب دوراً محورياً في تطوير الفقه الإسلامي والفلسفة والعلوم ونشرها. وقد قدّم المفكرون المغاربة مساهمات كبيرة في فهم الشريعة الإسلامية (الفقه)، وعلم الكلام، والعلوم الدينية. وكانت فاس ومراكش مراكز رئيسة لتقديم المنح الدراسية، وجذب العلماء والطلاب والزوار من جميع أنحاء العالم. وباعتبارهما مدينتين رئيسيين لإنتاج المخطوطات، فقد ضمّتا مكتبات ومؤسسات لا تزال تحفظ هذا التراث الفكري إلى يومنا.
مراكش مدينة التنوير
تأسست مراكش كعاصمة لدولة المرابطين عام 1046م، ثم استمرت مراكش عاصمة لدولة الموحدين حتى عام 1269م، واختيرت مرة أخرى مقراً للحكومة خلال الحقبة السعدية في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. تفتخر مراكش بروائعها المعمارية مثل مسجد الكتبية الذي يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومدرسة ابن يوسف التي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وكانا أماكن للعبادة ومراكز للتعليم والإشعاع الفكري والحضاري. بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، شهدت المدينة تقدماً كبيراً، لا سيما في علوم الفلك والرياضيات والفقه والطب.